الاثنين، 26 مارس 2012

تكملة السلفية والستريبتيز


في المدونة السابقة "السلفية والستريبتيز"  قدمت موضوعًا وجاءتني ردود عليه. غالبًا، لا أعلق على الأفكار التي تتماشى مع ما أقدم، أما الأفكار المعارضة فأكتفي بالتعليق على بعضها. وقد وصلني ردان أحب أن أعلق عليهما في هذه المدونة لأنهما متصلان بموضوع أهتم به وهو كيف نتناقش لنقنع من نناقشه.
فلنبدأ أولاً بعرض أفكار المدونة السابقة، حتى نستطيع أن نحلل الردين:
الأفكار الأساسية في المدونة أن البعض يستغرب لانشغال العرب بالمرأة وبجسدها، الانشغال الذي ينتج عنه أن تُغطى المرأة من رأسها إلى كعبها كما هو حال السيدات السلفيات المنقبات، ولكن هذا الغطاء، هذا "منع الرؤية"، يزيد من فضول المشاهد لما وراء النقاب، فهذه هي طبيعة الإنسان، كما تظهر عندما تقول لفرد "لا تفكر في الفيل الأبيض" فيتخيل فيلاً أبيض. وعندما تتغير فجأة حالة "منع الرؤية" إلى حالة "تساهل الرؤية" يحدث عدم توازن عند من هو عاطفيًا غير متوازن، كما حدث للمجرم الذي تعود أن يرى زوجة الشيخ السلفي بالنقاب، وعندما رآها دون نقاب أصابه الهوس وقرر أن يعتدي عليها، وقتلها هي وزوجها.
لاحظوا أنني قدمت في المدونة الموضوع بنظام ففي الفقرة الأولى قدمت القول أن العرب مهووسون بالمرأة وبجسدها، وفي الفقرة الثانية قدمت فكرة الفيل الأبيض لتأكيد أن "منع الرؤية" يزيد الطلب، وفي الفقرة الثالثة قدمت الوجه الآخر للموضوع أي أن "تساهل الرؤية" يقل الطلب فأثبتُ الموضوع من الناحيتين المتعارضتين: ناحية المنع وناحية التساهل، وهي الطريقة العلمية لإثبات الشيء، أن تؤكده في ظرف ما، وتؤكد عدم وجوده في الظرف المتعارض، وفي الفقرة الرابعة أظهرت أنني أوافق على هذا الكلام، وهو تصرف شفاف وأمين من جهتي، وفي الفقرات التالية قدمت تطبيقًا لفكرة الفيل الأبيض وهي قصة المجرم الذي عندما رأى وجه السلفية قرر أن يعتدي عليها، وكيف أن هذا يتشابه مع منظر الستريبتيز، ويؤكد أن "منع الرؤية" يؤجج الخيال وينتقص من توازن الفرد الذي هو أصلاً غير متوازن.
ويلاحظ أنني خصصت فقرة لتجربتي الشخصية الإيجابية مع المنقبات، أي أن القارئ لا يجب أن يأخذ ما في المدونة السابقة على محمل سلبي ضد المنقبات.
وهدفي في هذه المدونة أن أقدم الأربعة قوانين التي يجب أن نحافظ عليها في المناقشة:
أولاً، أن نعرف لب الموضوع ونقاوم أي إغراء يجعلنا نحيد عنه، فلا نقدم مواضيع فرعية، أو نفترض إفتراضات لم يفترضها الكاتب صراحة،
ثانيًا، أن نكون موضوعيين ولا نشخصن الأمور، فنناقش فقط فكر الكاتب وليس رأينا في الكاتب، فالشخصنة، بما فيها حبنا للظهور، "المنظرة"، هي مستنقع يربك تفكيرنا،
ثالثًا، ألا نقدم إلا ما نستطيع إثباته، حتى لا نساعد المعلومات المغلوطة أن تعيش وتتكاثر في فكرنا.
رابعًا، أن نجعل هدفنا الأساسي في كتاباتنا هو إقناع الآخر، وليس التنفيس عن أنفسنا بالشتيمة، أو بعدم الاحترام، فعندما يكون هدفنا الإقناع نقدم فكرنا على ثلاث مراحل: 1- نظهر للكاتب أننا فهمنا ما قدم، 2- ثم نحاول أن نجد فيما قدم أشياءًا نوافقه عليها، 3- ثم نقدم له كيف نختلف معه في التفكير. هكذا نستطيع إقناعه، وهكذا نتقدم.
عندما نحلل المدونة السابقة نلاحظ أنها تقدم ثلاثة مواضيع هي التي يحق لنا أن نناقشها وهي:
1- العرب منشغلون بالمرأة وجسدها: فنتساءل هل نحن كعرب فعلاً منشغلون بالمرأة وجسدها، أم أننا ننظر إلى جسدها كما ننظر إلى جسد الرجل؟
2- منع الرؤية يشجع على التفكير في الممنوع، فهل هذا صحيح أم لا؟
3- الفرد غير المتوازن عاطفيًا سيتصرف بهوس، فهل هذا صحيح أم لا؟
هذه هي الأفكار التي يحق لنا أن نتناقشها، فماذا وصلني في الإيميل؟ وصلني الآتي:
I wander if u r a real egyptian female or not ??
I feel u r looking from a very different view... what is the relation between Salafy and this ( UNSTABLE Thinking ) as u named it.
In our cultre we have many items which is not known to ur american culture or ur Professor mind.
Have u heared about these words :
الحشمة .. العفاف .. الستر ... الخ
forget about the religion rules... all Egyptian ; muslms and christians , knows these words which are not known in ur soceity.
regards
أولاً، أنا أشجع القراء أن يكتبوا آراءهم، فهذا دليل على إيجابيتهم، والإيجابية من الأشياء التي نسعى لتنميتها في شعبنا،
ثانيًا، أنا أوافق القارئ على أهمية الحشمة والعفاف والستر، وربما الناس في الخارج غير محتشمين ولكنهم يتمتعون بصفات لا نتمتع بها، فلا نحاول أن نتعالى على الآخرين، ثالثًا، ألاحظ شخصنة، فما أهمية معرفة إذا كنت فعلاً إمرأة ومصرية، وما صلة هذه الصفات بالفكر الذي أقدمه في هذا الموضوع؟ وهناك شخصنة مرة أخرى عندما يقارن القارئ "ثقافته" ويفترض أنها تختلف عن "ثقافتي"، ويقول أن ثقافته تعرف الحشمة، والعفة والستر ثم حكم على "ثقافتي" بحكمين: أنها ثقافة أمريكية، وأنها لا تعرف هذه الأشياء! فهذا افتراض، لم يستند إلى معلومات مؤكدة.
رابعًا، نلاحظ أن القارئ لم يناقش أيًا من النقاط الثلاث الأساسية التي الساسيةالتي قدمتها المدونة، بل قالها صراحة أنه يرى أنني أرى المواضيع بطريقة مختلفة عما يراها، وهذا في حد ذاته ليس شيئًا معيبًا. هل كتب لينفس عن عواطفه، لا أكثر ولا أقل؟ للأسف هذا ما يحدث وفي معظم الأوقات تنقلب مناقشاتنا إلى كل فرد ينفس عن نفسه في واديه الخاص!!
وأيضًا، وصلني الإيميل الآتي وكتبت ملاحظاتي بين قوسين:
الاستاذة الدكتورة الفاضلة
الهمجي لا يحتاج ما يثير همجيته (ما دليلك على ذلك؟ أعتقد أن العكس صحيح) لان سلوكة هكذا غير ان حالة اغتصاب كل عدة ثوان في الولايات المتحدة (ما دخل الولايات المتحدة هنا؟ هذا ليس لب الموضوع) لا ترتبط ابدا بالحجاب والنقاب وانما هي سلوكيات بشرية في مجتمع انهارت فيه الروابط الاسرية منذ زمن بعيد فالكل يمارس الحياة الجنسية طبقا لما تهواه نفسه وقد نجد بعض الضوابط الاخلاقية احيانا ولكن كثيرا ما نجد الاطفال مجهولي النسب او ما شابه تتحمله امه التعيسة او تلقيه الي من يتولي امره فيصبح شيطان صغيرا لا يجد ما يؤويه بعد ذلك الا الجيش الاميركي او المباحث الفيدرالية او شركة بلاك ووتر -- الغرب ومن التصق بثقافتهم من العرب يصرون علي تشويه التفاصيل التي لا تنتمي للبيئة العربية فحسب وانما الي الثقافة الاسلامية التي لايجب ان يخوض فيها الا من هو اهل لذلك --- معذرة فقد اثارت فضولي هذه المقالة التي ذكرتني بانبهار الطهطاوي وطه حسين بحانات باريس (!!) - وهذا راي ربما يرتبط بثقافتي او انفعالاتي (هي فعلاً انفعالات) او البيئة المصرية المتنوعة التي نشات فيها --- تقبلي تحياتي
يخيل لي أيها القراء الاعزاء أنكم تستطيعوا أن تلاحظوا أن الإيميل خارج لب الموضوع.
وهنا قالت شهرزاد: "نقدم أفكارًا، وقصصًا كثيرة، وندعو الله عز وجل أن يكون لها مفعولاً"، وسكتت عن الكلام المباح.

د/سهير الدفراوي المصري.

هناك تعليق واحد:

  1. If this becomes the main issue facing Egypt we have it made. I thought that others issues are much more important. These include: justice and equality for all Egyptians, not treating women as sex slaves, no marginalisation of the minorities, supremacy and independence of the judciary, improving education, attracting tourists and jobs, eradication of corruption, inefficiency and bureaucracy, attending to the air, water and sewage disposal, increasing access to basic and catastrophic health-care, decreasing noise and attending to transportation and above all attending to stability aand safety as well as providing certainty about thhe future and the list goes on. If we spsnd time on these minor distractions at the expense of the major issues confronting Egypt, we will be deserving to slide further into the abyss of backwardness and ignorance.

    ردحذف

المتابعون